يُطلق هذا الاسم على اللوحات التي رسمت ما بعد انتحار صديق الفنان الشهير بيكاسو والتي تميّزت بطغيان اللون الأزرق على لوحاته واتشاحها باليأس والأسى، يدفعني هذا للسُؤال على شاكلة البيضة قبل الدجاجة، هل يُشعر اللون الأزرق بالكآبة لإن هذا ما درج عليه العُرف الفني أم أن العرف الفني هذا مبني على تجربة حقيقيّة، أتحدث عن درجات الأزرق الداكنة والتي تكون مع مشتقات حيادية كما اللوحة المدرجة لبيكاسو وليس الأزرق الفاتح الذي يبعث على الصفاء، خطر هذا الأمر ببالي للتو ولهذا قد أعطي feeling the blues بعض البحث لاحقًا..
وعلى سيرة اللون الأزرق، بعد توديعي سماعات الأُذن السابقة اقتنيت غيرها لونهم أزرق فاقع، أفضل الألوان اللافتة جدًا حتّى لا اضطر للبحث كثيرًا، فبعد أن تأكدت أن السماعة تعمل، آن أوان معرفة إمكانياتها الحقيقيّة، وأي اختبارات أفضل من أغنيّة لفرقة Linkin park? لمن يعرفني من مكان آخر قد يعرف أنني أغرق حتى أُذنيَّ في حب الموسيقى الكلاسيكيّة لذلك قد يجد من المُستغرب أنني قد ألتفت لأغنية روك كهذه..لمن يريد أن يستمع عما أتحدث عنه استمع لهذه Faint
هذا الاختيار لم يأتِ مُصادفة.. لا أعرف لمَ خطر ببالي أن أستمع لأعمال الفرقة من أولها لآخرها الفترة السابقة، ربما هي فترة السوداوية التي لربما ترافق هذا الجو، أجدُّ أن الاستماع لأغاني الفرقة خاصة Numb بالأخذ بعين الاعتبار أن المُغني الرئيسي قد انتحر قبل أكثر من عامين وأنه لرُبما كان يعني كل كلمة يقولها أمرٌ يبعثُ على القشعريرة..
الفنرة السابقة وما سيتلوها فترةٌ تكثر بها الأعياد اليهودية وهذا يعني زيادة التشديد على الحواجز العسكريّة والإغلاقات، والكثير من التضييقات التي لا داعي لذكرها الآن، المُهم، بينما أنا عائدة من العمل استوقني جنديٌ على الحاجز وبدأ يتحدث العبرية، والتي حتى لو كنت أعي تمامًا ما يقوله بها فلن أردّ بالعبرية لأني لستُ متمكنة منها، لذلك ,can you speak in English?
..من طوله الفارع ولهجته الركيكة أعتقد أنه روسيّ Yes, how are you?
قلتُ بيني وبين نفسي (يا حِنين هالله هالله) excuse me are you stopping me to ask how am i doing?
Yes, are you fine?
الصف الخامس المُتفتريين مش مستوعبين شو بحكي، بقولهم أحمر بقولوي أخضر، بقولهم سيبو المسطرة بقتنعوش، ونفسي أوصل البيت بسرعة، ونفسي بتنكة قهوة و عطلة وكتير اشياء تانية..
I’m fine
Do you have any weapons, knives,…?
No..ليس اليوم
okay, thank you, you can go.
أثناء تصفحي الفيسبوك شاهدت صدفةً صورة لمارلين مونرو، كما كُتب مع النص المُرفق أنها صورة قبل وفاتها (التي يقال أنها كانت بجرعة زائدة) بفترة قصيرة، تبدو بشوشة وجميلة جدًا، وتعليق شخص تافه أسفلها: يبدو أنها لم تتحمل ظهور التجاعيد، لا أفهم التسخيف والاستخفاف بمشاكل الآخرين سواءٌ كان هذا الأمر صحيحٌ أم لا -رغم أنني أُغلب أنه ليس كذلك، وأنه سبب سطحيّ فقط لما هو أعمق، لا يهم فلن أقوم بتحرّي هذا لإنه ليس بأمرٍ مهم حاليًا…المُهم أنني لا أثق بالأشخاص الذين لا يستطيعون الفهم أو دفع أنفسهم لفهم أو التظاهر بفهم الآخرين حتى، يرمون أحكامهم المُعلبة يمينًا يسارًا، هؤلاء بالنسبة لي لا يستحقون دقيقة أُخرى من وقتي ولا بأي حالٍ من الأحوال.
في تدوينة عدنان حاج علي التي ذكرها يونس بن عمارة كذلك في تدوينته بعنوان: لماذا نكتب؟ جوابي عليه:
أكتب لأنها إحدى الطرق القليلة التي تعمل على تصفير عداد الأفكار الذي يدور في رأسي، بلا نهاية ولإنها سجلٌ ممتاز -قد يثير الخجل- مستقبلاً..
السُؤال الذي يطرح نفسه، لماذا قد لا نكتب؟
تقسيم حكاية ما حصل على الحاجز وادراج افكارك عن الفصل بينها *من أروع الانتقالات السرية التي قراتها في حياتي*.
أنت فعلا كاتبة سرد رائع ..يسمى في النقد تيار الوعي ..
واصلي الكتابة لأنها تسعد أناسًا في صحراء الجزائر وآخرين في صحراء الواقع…
إعجابLiked by 4 people
السردية*
إعجابإعجاب
قام بإعادة تدوين هذه على مدونة يونس بن عمارة وأضاف التعليق:
هكذا تكتب اليوميات…
إعجابإعجاب
شكرًا لإجابتكِ على تساؤلاتي!
ابدعتي في سرد حكايتكِ…
إعجابإعجاب
مع هجمات الإكتآب هذه والتي بدأت تتأهب لتسيطر على كامل أيامي.. مع هذا اللوّن الرمادي الكئيب الذي يطغى على كل شيء (أو ربما كان أزرقا)!! كنت أستمع البارحة واليوم لمقطعٍ ما (*) أسرني بكله.. لدرجة أنّ موسيقاه لا تفارق أذناي، فقرأت كلماتك وتلك الموسيقى كانت تُعزف.. فأعطى ذلك عمقا لايوصف لمقالك، فقررت أن أشاركه معك ومع قراءك.
بالمناسبة، الحوار مع الجندي كان رائعا، خصوصاً التعليق على حمل الأسلحة 🙂
المقطع: https://m.soundcloud.com/alazakariia/loss-of-passion
إعجابإعجاب
بذكر بيكاسو
هناك فتاة رسامة في ليبيا تسمى هند لا ادري ان كانت تعاني من الاكتئاب أو العنف الأسري لكن لوحاتها كلها في الأونة الأخيرة تصبح عن الانتحار
عموما هذا حسابها على التويتر ان كنت مهتمه
و هذا هاشتاق #saveHend يتناول قضيتها
https://twitter.com/search?q=%23SaveHend&src=tyah
إعجابإعجاب